العمليات العسكرية المسلحة، السلطة الفلسطينية، العلاقات الأردنية - الفلسطينية، النظرة المستقبلية، المفاوضات، الانتخابات،الوضع الاقتصادي

آب - أيلول 1995
 

1. المقدمة                                             

قامت وحدة المسوح واستطلاعات الرأي العام في مركز البحوث والدراسات الفلسطينية بإجراء إستطلاعها التاسع عشر الذي يأتي ضمن الاستطلاعات الدورية التي يقوم بها مركز البحوث وذلك من أجل توثيق حقبة من تاريخ الشعب الفلسطيني وتسجيل ردود فعل أفراد المجتمع على الاحداث السياسية المتعاقبة. وعلى الدوام، يجري نشر نتائج الاستطلاع وتحليلها باللغتين العربية والانجليزية. إن هذه الاستطلاعات تمثل منبعا حيويا يزود الباحثين وصناع القرار وأفراد المجتمع الفلسطيني بما يحتاجونه من معلومات إحصائية وتحليلية، وتعطي الفرصة لكل أفراد المجتمع لإبداء آرائهم بحرية. ونود التنويه هنا إلى أن مركز البحوث والدراسات الفلسطينية لا يتبنى أو يعلن أو يلتزم بأية مواقف سياسية وينحصر التزامه في تقديم إسهام علمي أكاديمي، والقيام بالتحليل والدراسة العلمية الموضوعية ونشر نتائج دراساته وأبحاثه.

2. العناوين الرئيسية لنتائج الاستطلاع

  1. غالبية الفلسطينيين (59.5%) لا يتوقعون دوام السلام مع اسرائيل، بينما يتوقع حدوث ذلك حوالي (19%).
  2. حوالي (37%) من الفلسطينيين يعتقدون أن المسار الذي يمضي به المجتمع الفلسطيني هو مسار صحيح أو الى حد كبير من الصحة. بينما يعتقد (57.5%) بأن المسار غير صحيح أو الى حد ما صحيح.
  3. أكثر من (96.0%) يوافقون بأن على السلطة الفلسطينية ضمان حق الانسان في التعبير.
  4. يؤيدون شكلا من أشكال الوحدة مع الأردن، بينما يؤيد (61.2%) دولتين مستقلتين. نسبة التفاؤل من المستقبل (49.5%) ونسبة التشاؤم (28.8%).
  5. الغالبية العظمى (70.6%) يؤيدون استمرار المفاوضات.
  6. حوالي (68%) يؤيدون العمليات المسلحة ضد أهداف عسكرية اسرائيلية، و (69%) ضد المستوطنين، بينما يؤيد العمليات ضد أهداف مدنية (داخل 1948) أقل من (19%).
  7. غالبية الفلسطينيين (57%) في قطاع غزة يشعرون بأن أوضاعهم الاقتصادية قد ساءت.
  8. حوالي (11%) يقيمون اداء السلطة الفلسطينية على أنه ممتاز، بينما صرح (28%) بأن هذا الآداء جيد و ( 35%) بأنه متوسط و (13%) بأنه ضعيف، و (6%) بأنه سيء. يؤيدون إنتخابات سياسية عامة و (74%) يعربون عن نيتهم المشاركة.التأييد لياسر عرفات (53.7%) ولفتح (43.2%).

3. خلفية
تميزت الفترة التي تم فيها اجراء هذا الاستطلاع بتزايد الممارسات الاستفزازية من قبل المستوطنين حيث بدأوا باقامة مواقع استيطانية جديدة على تلال الضفة الغربية كما وحدثت اعمال تجريف ومصادرة وتسييج لأراضي وشق الطرق الالتفافية في مناطق رام الله ونابلس وبيت لحم. كما واجهت المفاوضات المتعلقة بتوسيع نطاق الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية صعوبات متعلقة بانسحاب الجيش الاسرائيلي من الخليل اضافة الى مشكلة الكهرباء وموارد المياه، وكان عرفات وبيرس قد اتفقا على جدول لاعادة انتشار الجيش الاسرائيلي. ومن الاحداث الهامة في الفترة السابقة وقوع عمليتين انتحاريتين الاولى في رمات غان واسفرت عن مقتل ستة اسرائيليين واصابة العشرات بجروح، والثانية كانت في القدس حيث تعرضت حافلة اسرائيلية لهجوم انتحاري في 21/8/1995 ادت الى مقتل ستة اشخاص واصابة اكثر من مائة. واعقب العمليتين فرض طوق امني على الضفة الغربية وقطاع غزة وحملة اعتقالات بين صفوف حركة حماس وقد حصلت السلطات الاسرائيلية على إذن باتباع اجراءات مشددة خلال التحقيق مع المعتقلين. وقامت الشرطة الفلسطينية باعتقال احد افراد حركة حماس وكان مشتبها بالتخطيط للقيام بعملية انتحارية في تل ابيب. كما وكانت السلطة الوطنية قد أصدرت أمرا بإغلاق كلا من صحيفتي الوطن والاستقلال التابعتين لحركة حماس والجهاد الاسلامي. كما وأصيب الدكتور عبدالستار قاسم المحاضر في جامعة النجاح الوطنية بنابلس بجروح لدى تعرضه لمحاولة اغتيال في نابلس. واقترح فاروق القدومي وقف المفاوضات مع اسرائيل واعادة تشكيل السلطة الوطنية. وقد تم توقيع اتفاق فلسطيني - اسرائيلي في اواخر الشهر الماضي لنقل السلطات الادارية في ثمانية مجالات. وسلمت الشرطة الاسرائيلية أوامر بإغلاق ثلاث مؤسسات فلسطينية في القدس الشرقية والغي القرار بعد توقيع المسؤولين عن هذه المؤسسات على اقرار بعدم ممارسة اي نشاط يتعلق بالسلطة الفلسطينية.

4. منهجية البحث
جاء هذا الاستطلاع ضمن دراسة شاملة أجرتها وحدة المسوح تحت عنوان مسح التوجهات السياسية والاجتماعية بين فلسطين والضفة الغربية وقطاع غزة. وقد شملت هذه الدراسة على حوالي 300 متغير. سيتم في وقت لاحق نشر النتائج المتعلقة بهذا المسح والذي سيكون أساسا لمجموعة من الدراسات الاجتماعية والسياسية حول المجتمع الفلسطيني. ولغرض المسح فإنه تم اجراء تعديلات معينة في المنهجية وخصوصا في طريقة اختيار المبحوث عند الوصول للبيت حيث تم استخدام جدول صممه باحثو المركز ليعكس حاجات الدراسة من حيث متغيرات التعليم والجنس والعمر، حيث تم الحصول على عينة (40%) منها من الذين أنهو مراحل تعليمية فوق التوجيهي. ولذلك فإنه توجب تعديل (ترجيح) النتائج لتعكس التمثيل الحقيقي لهذه الفئات في المجتمع والتي لا تزيد نسبتها عن (20%).
أ- الاستبانة: تم تصميم الاستبانة وأسئلتها من خلال التشاور مع مجموعة من الخبراء في هذا المجال. ومن أجل اختبار مدى صلاحيتها فقد قام المركز باجراء دراسة أولية من خلال مقابلة 50 فلسطينيا، مما أعطى المجال لعمل التغييرات اللازمة من أجل تفادي مشاكل محتملة في طرح وفهم الاسئلة، إضافة الى ذلك تمت مراجعة الاستبانة من قبل العديد من الخبراء في هذا المجال والذين زودوا المركز بملاحظاتهم وتقييمهم للأسئلة.
 ب- العينة: تم إجراء جميع المقابلات لهذا الاستطلاع داخل البيوت خلال الفترة ما بين 13-23 آب في الضفة الغربية و 28 آب الى 8 أيلول 1995 في قطاع غزة. اتبع باحثو المركز عدة خطوات في اختيار العينة، حيث قسمت الضفة والقطاع الى ألوية وتم تحضير لائحة بكافة التجمعات السكانية (قرية، بلدة، مدينة، مخيم) في مختلف المناطق، وبعد تصنيف هذه التجمعات حسب عدد السكان ومكان السكن، اختيرت العينة بطريقة عشوائية لتعكس التوزيع النسبي للسكان ومن ثم قسمت مواقع البحث الى وحدات استطلاعية اختير منها عشوائيا من 2 الى 4 في كل موقع. وعند وصول فريق الباحثين الى موقع البحث، قاموا بجولة أولية للتعرف على المنطقة من أجل رسم خارطتها وتحديد معالم الوحدات المختارة وتقدير عدد البيوت. بعد ذلك قسم عدد البيوت على عدد الاستمارات، وحددت نقطة بداية حيث اختيرت البيوت بطريقة العد المنتظم، واختير المبحوث حسب جدول تم تصميمه ليعكس التوزيع العمري والجنسي والتعليمي للمبحوثين. واذا تعذر وجود المبحوث في البيت انتقل الفريق مباشرة للبيت المجاور وهكذا. لقد تم في هذا الاستطلاع مقابلة 1190 فلسطينيا (18 عاما فما فوق)، من بينهم 740 في الضفة الغربية بما فيها القدس و 449 في قطاع غزة. (أنظر جدول رقم 1)... المزيد