المفاوضات والعمليات العسكرية والبطالة والفصل والعلاقات الفلسطينية-الأردنية وانتخاب رئيس السلطة ومواضيع أخرى
2-4 شباط 1995
1. المقدمة
قامت وحدة المسوح واستطلاعات الرأي العام في مركز البحوث والدراسات الفلسطينية بإجراء استطلاعها الخامس عشر حول البطالة، والمفاوضات، والعمليات العسكرية، والفصل بين الضفة والقطاع وإسرائيل، والعلاقات الفلسطينية-الأردنية، وانتخاب رئيس السلطة والانتخابات.
يأتي هذا الاستطلاع ضمن الاستطلاعات الدورية التي يقوم بها مركز البحوث وذلك من أجل توثيق حقبة من تاريخ الشعب الفلسطيني وتسجيل ردود فعل أفراد المجتمع على الأحداث السياسية المتعاقبة. وعلى الدوام، يجري نشر نتائج الاستطلاع وتحليلها باللغتين العربية والإنجليزية. إن هذه الاستطلاعات تمثل منبعا حيويا يزود الباحثين وصناع القرار وأفراد المجتمع الفلسطيني بما يحتاجونه من معلومات إحصائية وتحليلية. وتعطي الفرصة لكل أفراد المجتمع بإبداء آرائهم بحرية. ونود التنويه هنا إلى أن مركز البحوث والدراسات الفلسطينية لا يتبنى أو يعلن أو يلتزم بأية مواقف سياسية وينحصر التزامه في تقديم إسهام علمي أكاديمي، والقيام بالتحليل والدراسة العلمية الموضوعية ونشر نتائج دراساته وأبحاثه. وكذلك يتم توزيع النتائج على أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من خلال برنامج مجتمعي "الاستطلاعات للجميع". وفي نفس الوقت فإن مركز البحوث يسعى من أجل تطوير أساليب البحث العلمي في فلسطين.
2. العناوين الرئيسية لنتائج هذا الاستطلاع هي:
- 81% من الفلسطينيين يعارضون استمرار المفاوضات إذا استمر توسيع المستوطنات
- 46% يؤيدون العلميات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية، و 33.5% يعارضونها
- شعبية عرفات ترتفع لتصل إلى 53.4% وشعبية فتح ترتفع لتصل إلى 49.5%، وهي أعلى نسبة تم تسجيلها لفتح حتى اليوم
- 55.3% يتوقعون أن تؤدي المفاوضات لقيام دولة فلسطينية
- 64.3% يعتقدون أن هدف الفصل هو إيقاع عقوبة جماعية انتقامية ضد الفلسطينيين
- الفصل والإغلاق يرفع نسبة البطالة إلى 51% في الضفة والقطاع
3.خلفية
إن أهم الأحداث التي وقعت في الفترة التي سبقت إجراء هذا الاستطلاع عملية "مفترق بيد ليد" يوم 22/1/95، والتي أسفرت عن مقتل 21 إسرائيليا وإصابة 62 معظمهم من العسكريين. وعقب هذا الحادث، قررت الحكومة الإسرائيلية إغلاق الضفة والقطاع إغلاقا تاما وحتى إشعار آخر، وقررت، كذلك، تمديد فترة الاعتقال الإداري وتأجيل الإفراج عن الأسرى، وتعزيز دوريات الشرطة الإسرائيلية، وتأجيل افتتاح الممرات الآمنة. كما قامت السلطات الإسرائيلية بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف أنصار حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وضمن ردود الفعل الإسرائيلية على الهجوم الانتحاري، طرح مسؤولون إسرائيليون فكرة الفصل التام بين الشعبين، الفلسطيني والإسرائيلي، وإقامة سياج حدودي وحاجز أمني بين إسرائيل والضفة الغربية. وصرح رابين أنه لن يلغي الإغلاق حتى تبرهن السلطة الفلسطينية على عزمها منع العمليات. وقد صاحب الإغلاق حملة احتجاجات من قبل الفلسطينيين، حيث جاء تأثير الطوق الأمني ليصيب العمال بأفدح الأضرار ويؤذي الأوضاع الاقتصادية وخاصة مع حلول شهر رمضان المبارك.
ومن الأحداث الأخرى الهامة، مواصلة المستوطنين لأعمال التجريف وتوسيع المستوطنات في مواقع مختلفة من الضفة الغربية. وقد صاحب هذه العمليات احتجاجات جماهيرية من قبل الفلسطينيين، وجرى إحياء اليوم الوطني لمناهضة الاستيطان في الضفة، الذي دعت إليه اللجنة الوطنية، وذلك من خلال إقامة المسيرات والاعتصامات مما أدى إلى صدامات بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، وإصابة واعتقال عدة أشخاص.
في هذه الفترة عقدت القمة الفلسطينية-الأردنية، حيث قام عرفات بزيارة للأردن، التقى خلالها الملك حسين، وقد أسفرت الزيارة عن توقيع اتفاق فلسطيني-أردني عام وشامل للتعاون والتنسيق بين الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية في عدة مجالات. وجاءت هذه الزيارة بعد توتر العلاقات بين الطرفين. كذلك عقدت القمة الفلسطينية-الإسرائيلية بين عرفات ورابين في حاجز أيرز عند منتصف الشهر الماضي، والتي تم فيها مناقشة قضية المستوطنات الجديدة والإفراج عن عدد من الأسرى والمعتقلين وقضايا أخرى.
شهدت هذه الفترة جمودا في المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية. وبالرغم من تأكيد السلطة الوطنية أن مواصلة المفاوضات تشكل السبيل الأفضل لتحقيق السلام، إلا أنها أشارت إلى أن الاستيطان يهدد العملية السلمية بالانهيار. وكان عضو اللجنة التنفيذية (أبو مازن) قد طالب بوقف المفاوضات مع إسرائيل لفترة زمنية يتم فيها إعادة النظر فيما تم إنجازه.
4. منهجية البحث:
أ- الاستبانة: لقد تم تصميم الاستبانة وأسئلتها من خلال التشاور مع مجموعة من الخبراء. ومن أجل اختبار صلاحية الأسئلة في قياس الآراء المختلفة تم إجراء دراسة أولية قام من خلالها باحثو المركز بمقابلة خمسين فلسطينيا مما أعطانا المجال لعمل التغييرات اللازمة لتفادي مشاكل محتملة في طرح وفهم الأسئلة. بالإضافة للدراسة الأولية، فقد تم إعطاء الاستبانة لعدد من الخبراء في هذا المجال الذين زودوا المركز بملاحظاتهم وتقييمهم للأسئلة. وقد تم تعديل الأسئلة لتتناسب مع مجموعة من الملاحظات المقدمة.
ب- العينة: لقد تم إجراء كافة المقابلات في هذا الاستطلاع داخل البيوت التي تم اختيارها عشوائيا. اتبع باحثو مركز البحوث والدراسات الفلسطينية مجموعة من الخطوات في اختيار العينة على النحو التالي:... المزيد