نتائج استطلاع للرأي العام الفلسطيني - استطلاع رقم (5)
حول الانتخابات، المفاوضات، القيادة الجماعية، ومواضيع أخرى


16 كانون الثاني 1994

مقدمــــة

هذا هو استطلاع الرأي العام الخامس الذي أجراه مركز البحوث والدراسات الفلسطينية بنابلس. وكما في الاستطلاعات السابقة، فقد تعلق هذا الاستطلاع بالمواضيع التي تشغل اهتمام الفلسطينيين مثل المفاوضات، الديمقراطية، الانتخابات، أنماط التصويت، المشاركة والفعالية السياسية، ومواضيع سياسية واقتصادية أخرى.
لقد قامت وحدة المسوح واستطلاعات الرأي العام بمركز البحوث والدراسات الفلسطينية بإجراء هذه الاستطلاعات بهدف فهم وتحليل الموقف السياسي والاتجاهات الفكرية في المجتمع الفلسطيني. وها هي وحدة المسوح تقوم بتزويدكم بتحليل لنتائج الاستطلاع الأخير وعلاقة هذه النتائج بالظروف السياسية العامة. ويستفيد من نتائج هذا الاستطلاع أعضاء وحدة التحليل السياسي في مركز البحوث الذي يقومون الآن بتحضير دراسة حول "المعارضة الفلسطينية" وخياراتها المستقبلية. وسيقوم المركز بنشر هذه الدراسة خلال الأيام القادمة. كما يهدف هذا الاستطلاع إلى تزويد الباحثين داخل وخارج المركز وصانعي القرار والأفراد والمجموعات المهتمة، بنتائج علمية وتحليلات لاتجاهات الفلسطينيين. وتشكل هذه الاستطلاعات أيضا آلية ديمقراطية يستطيع الفلسطينيون من خلالها إسماع آرائهم لصانعي القرار.
لقد تم إجراء هذا الاستطلاع في السادس عشر من كانون ثاني 1994، وذلك بعد يومين من قيام السلطات العسكرية الإسرائيلية بقتل خمسة من الفلسطينيين في الخليل وغزة، وقد أعلن لذلك الحداد والإضراب الجزئي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وفرضت السلطات العسكرية منع التجول على مدينة الخليل والذي انتهى في اليوم الذي أجري فيه الاستطلاع. وفي نفس الوقت، ما زال الفلسطينيون والإسرائيليون يبحثون تفاصيل اتفاق محتمل بدون أخبار عن تقدم ملحوظ. وقد ساد الشارع الفلسطيني شعور من الإحباط ودرجة من اللامبالاة نحو اتفاق إعلان المبادئ الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث انخفضت نسبة التأييد للاتفاق إلى 41% في كانون أول 1993 (مقارنة بـ 65% في أيلول 1993). ويتابع مركز البحوث والدراسات الفلسطينية دراسة الاتجاهات السياسية الفلسطينية، حيث أنه يقوم بإجراء استطلاع شهري للرأي العام الفلسطيني حول الانتخابات، الاتفاقات السياسية، التعاطف السياسي، ومواضيع مهمة أخرى. والورقة المقدمة بين أيديكم هي عرض وتحليل لنتائج آخر استطلاعات الرأي العام التي تم إجراؤها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

المنهجية
يقوم باحثو المركز وبشكل مستمر بتطوير منهجية البحث وزيادة مصداقية المعلومات وذلك من أجل الحصول على نتائج موضوعية وعلمية. ولهذه الأسباب فقد شارك في علمية البحث الميداني 54 باحثا ميدانيا. وقد تم توجيههم لزيارة أماكن المقابلات التي تجتذب كافة أفراد المجتمع وشرائحه مثل مواقف السيارات والباصات المؤدية للقرى والمخيمات، الأسواق الرئيسية، مراكز المدن، مداخل المساجد والمستشفيات والجامعات . . . الخ).
وللتأكد من موضوعية المعلومات ولتشديد الرقابة على عدم انحياز الباحث، فقد عمل الباحثون في مجموعات عمل، وقام باحثو المركز بزيارات عشوائية ومفاجئة لبعض مواقع البحث، حيث تأكدوا من سير عملية توزيع الاستبانات والمقابلات بشكل موضوعي وعلمي.
وقد حرص المركز على إشراك باحثات (50% من المجموع الكلي للباحثين) وذلك لضمان تمثيل عينة مناسبة وكافية من النساء. وتم إجراء جميع المقابلات في نفس اليوم من أجل الحصول على معلومات معادلة. فقد وزع كل باحث عددا محدودا من الاستبانات (30 استبانة في المتوسط) وذلك من أجل مقابلات مركزة ودقيقة. وقد تم استخدام برنامج حاسوب إحصائي (SPSS) من أجل التدقيق والتحليل حيث مكن الباحثين من استثناء إجابات غير ممكنة أو غير منطقية.
إن نسبة التمثيل الإحصائي للعينة تصل إلى 95%، أي أن نسبة الخطأ هي 3% (زائد أو ناقص). وهناك عوامل قد يكون لها تأثير على نتائج الاستطلاع وخصوصا فيما يتعلق بالظروف السياسية المحيطة بإجراء الاستطلاع والمذكورة في المقدمة. كما أن هناك مجموعة من الأشخاص لم يستجيبوا للمشاركة في الاستطلاع. وتقدر نسبتهم بـ 10% من الذين حاول الباحثون مقابلتهم. وقد كان للظروف المناخية والأمطار المباركة دور في ارتفاع نسبة هؤلاء الأشخاص. وتشكل النساء نسبة غير قليلة منهم، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى أن المقابلات قد تمت في أماكن عامة. أضف إلى ذلك أن هناك أشخاصا رفضوا الاستجابة لأنهم يعتقدون أنه ليس هناك أية قيمة لآرائهم وأنه لن يؤخذ بها أو لأنهم يرفضون بشكل مبدئي العملية السياسية الحالية.
وقد تعود نسبة الخطأ إلى صياغة الأسئلة والاختيارات المعطاة لها والتي قد يكون له أثر في الإجابات. وعليه، ومن أجل زيادة الثقة، فقد تم استخدام اختيار ("غير ذلك" (حدد)) في بعض الأسئلة من أجل الحصول على أية تصورات إضافية قد تكون عند المشاركين في العينة. وكذلك، فقد زود الباحثون بنفس التوضيحات حول ماهية بعض المصطلحات، مثل "القيادة الجماعية" و "الفصائل العشرة"، لاستخدامها في حالة الاستفسار عنها أثناء إجراء المقابلة....المزيد