فوز براك وعملية السلام، الوضع الاقتصادي والنظرة للمستقبل، الفساد والواسطة، انتخابات الرئيس ونائب الرئيس والتعاطف السياسي


3-5 حزيران (يونيو) 1999

هذه هي نتائج الاستطلاع رقم (41) الذي أجراه مركز البحوث والدراسات الفلسطينية في الفترة ما بين3-5 حزيران (يونيو) 1999. تناول الاستطلاع مواضيع: فوز براك وعملية السلام، الوضع الاقتصادي والنظرة للمستقبل، الفساد والواسطة، انتخابات الرئيس ونائب الرئيس والتعاطف السياسي. بلغ حجم العينة (1320) شخصا ممن تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاما فما فوق، منها (825) في الضفة الغربية، و (495) في قطاع غزة. تصل نسبة الخطأ إلى + 3%. ونسبة الرفض 3%.

النتائج الرئيسية للاستطلاع:
(1) فوز براك وعملية السلام

  • نسبة 70% تؤيد عملية السلام و 27% تعارضها، لكن نسبة 45% تؤيد العمليات المسلحة و 49% تعارضها.
  • نسبة 66% لا تثق بنوايا حكومة يقودها براك تجاه عملية السلام و 23% يثقون بها، و 63% لا يثقون بنوايا الشعب الاسرائيلي تجاه عملية السلام و 29% يثقون بها.
  • نسبة 54% لا تعتقد أن حكومة يقودها براك ستنفذ اتفاق واي ريفر و 28% تعتقد أنها ستنفذه.
  • نسبة 57% لا ترى فرقاً في السياسة الاستيطانية لبراك ونتنياهو و 15% تعتقد أن سياسة براك الاستيطانية ستكون أسوأ.
  • نسبة 55% تعتقد بعدم وجود امكانية للتوصل لحل دائم معقول للطرفين في المفاوضات النهائية و 36% يعتقدون بامكانية ذلك.
  • نسبة 45% تعتقد أن عملية السلام الحالية ستؤدي لقيام دولة فلسطينية و 27% لا تعتقد بذلك، و 29% غير متأكدة.
  • نسبة 54% تعارض تأجيل قيام الدولة الفلسطينية حتى مايو 2000 و 37% تؤيد ذلك.
  • نسبة 52% تعارض دعوة العمال الفلسطينيين للامتناع عن العمل في المستوطنات و 43% تؤيد ذلك.

تظهر نتائج الاستطلاع أن فوز مرشح العمل ايهود براك في الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة لم يحدث تغييراًً يذكر في توقعات ومواقف الشارع الفلسطيني. فقد بقي التأييد العالي لعملية السلام الحالية على حاله (70%)، مقارنة بالوضع قبل شهرين، فيما بقيت أقلية من 27% تعارضها. وكذلك بقيت النسبة المؤيدة للعمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية عالية نسبياً (45%)، وكذلك الحال بالنسبة للمعارضة لهذه العمليات (49%) . يزداد التأييد للعمليات المسلحة في المخيمات (49%)، وبين الفئة العمرية (18-22 عاماً) (52%)، وبين حملة شهادة البكالوريوس (52%)، وبين الطلاب (57%)، وغير المتزوجين (52%)، وبين مؤيدي حماس (66%) والشعبية (69%).
يظهر الاستطلاع أن أغلبية في الشارع الفلسطيني (63%) لا تثق بنوايا الشارع الاسرائيلي تجاه عملية السلام فيما لا يزيد حجم أولئك الذين يثقون بهذه النوايا عن 29%. لهذا السبب، على ما يبدو، لم تستطع نتائج الانتخابات الاسرائيلية أن تحدث تغيير اً مهما في مواقف وتوقعات الشارع الفلسطيني. فقد أعرب ثلثا الشارع عن عدم ثقته بنوايا براك فيما لم يزد حجم الثقة به عن 23%، بل إن نسبة تصل إلى 54% تعتقد أن براك لن ينفذ اتفاق واي ريفر، فيما ترى نسبة تصل إلى 57% أن سياسته الاستيطانية لن تختلف عن سياسة نتنياهو و 15% تذهب لأبعد من ذلك إذ تعتقد أنها ستكون أسوأ، فيما تصل نسبة المعتقدين أنها ستكون أفضل 23%.
تزداد نسبة المعتقدين أن براك لن ينفذ اتفاق واي ريفر بين سكان المخيمات (59%)، وبين الرجال (58%)، والفئة العمرية (18-22 عاماً) (60%)، وبين حملة شهادة البكالويوس (65%)، وبين الطلاب (71%)، وغير المتزوجين (64%)، وبين مؤيدي حماس (66%)، والجهاد الاسلامي (64%). وفي المقابل ترتفع نسبة المعتقدين أن سياسة براك الاستيطانية ستكون أفضل من سياسة نتنياهو بين المزارعين (36%)، والعاملين في القطاع العام (30%)، وأصحاب الدخل الأعلى (43%)، وبين مؤيدي فتح (30%).
تظهر النتائج أيضاً أن أغلبية من 55% تعتقد بعدم امكانية التوصل لحل دائم ومقبول للطرفين في المفاوضات النهائية، فيما تعتقد نسبه 36% بامكانية ذلك. هذه النسب شبه متطابقة مع النسب التي تم الحصول عليها في استطلاع شهر نوفمبر 1998 الذي تم إجراؤه بعد التوقيع على اتفاق واي ريفر. ترتفع نسبة المعتقدين بامكانية التوصل لحل دائم ومقبول للطرفين بين النساء (40%)، وحملة الشهادة الابتدائية (43%)، وربات البيوت (42%) والمزارعين (42%)، وأصحاب الدخل الأعلى (43%)، ومؤيدي فتح (45%).
كما تظهر النتائج أن نسبة من 45% فقط تعتقد أن عملية السلام الراهنة ستؤدي لقيام دولة فلسطينية في السنوات القادمة. وهذه النسبة شبه متطابقة مع النسبة التي تم الحصول عليها في استطلاع نوفمبر 1998 . تزداد نسبة الاعتقاد بأن عملية السلام ستؤدي لقيام الدولة بين حاملي الشهادة الابتدائية (56%)، وربات البيوت (49%) والتجار (54%)، والمزارعين (53%) وبين مؤيدي فتح (55%).
وربما لهذا السبب تعارض نسبة قوامها 54% تأجيل إعلان قيام الدولة الفلسطينية حتى مايو 2000 ، فيما يؤيد ذلك 37%. قبل شهرين أيد 43% فقط إعلاناً لقيام الدولة في 4/5/1999، بينما أيدت نسبة 48% التأجيل. تزداد المعارضة لتأجيل الاعلان بين الأصغر سناً (59%) وبين الطلاب (63%) والعمال (63%) وبين غير المتزوجين (59%)، وبين مؤيدي حماس (62%) والجهاد الاسلامي (64%) والشعبية (58%). بينما تزداد نسبة تأييد التأجيل في قطاع غزة (41%)، وبين سكان المخيمات (42%)، وحملة البكالوريوس (40%)، وبين الموظفين (43%)، والمزارعين (53%) والمتقاعدين 57%.
كما يظهر الاستطلاع أن النداء الذي وجهه مؤتمر محاربة الاستيطان في نهاية أيار (مايو) 1999 للدعوة لامتناع العمال عن العمل في المستوطنات لم يلق تأييداً من الأغلبية، حيث عارضته نسبته 52% وأيدته نسبة 43%. ترتفع نسبة التأييد للنداء في مناطق نابلس (50%)، والخليل (49%) وجباليا (49%) ورفح (48%)، وبين سكان المخيمات (48%)، وبين خريجي الكليات (51%)، وبين الموظفين (54%)، والمتخصصين (73%)، والعاملين في القطاع العام (56%) وبين مؤيدي حماس (47%) والشعبية (50%).
وباختصار، لا يزال الشارع الفلسطيني في حالة انتظار قبل الحكم على براك، إذ لا تزال نسبة التأييد للعملية السلمية مرتفعة جداً، وفي نفس الوقت فإن مؤيدي العمليات المسلحة لم يتخلوا عن هذا الخيار رغم تأييد معظمهم للعملية السلمية. والأرجح أن تبقى هذه النسبة مرتفعة حتى يتم تنفيذ اتفاق واي ريفر. وبناءً على التجربة السابقة، فإن نسبة تأييد العمليات المسلحة لن تنخفض بشكل كبير حتى يحدث تقدم بارز في العملية السلمية ويتوقف الاستيطان. الغالبية العظمى من مؤيدي العمليات المسلحة، غالبية الشارع الفلسطيني، تعتقد في هذه اللحظة أن براك لن ينفذ اتفاق واي ريفر ولن يوقف الاستيطان.

(2) الوضع الاقتصادي والنظرة للمستقبل

  • 54% يرون أن وضعهم الاقتصادي قد أصبح أسوأ بعد عملية السلام و 11% يقولون أنه قد أصبح أفضل.
  • نسبة التفاؤل بالمستقبل تبلغ 61% والتشاؤم 34%.

تظهر النتائج أن غالبية من 54% تصف وضعها الاقتصادي اليوم بأنه أسوأ مما كان عليه قبل البدء بعملية السلام مقابل 11% يرون أنه قد أصبح أفضل. تزداد نسبة المعتقدين بأن وضعهم قد أصبح افضل بين اللاجئين (14%)، والموظفين (17%)، والعاملين في القطاع العام (16%)، ومؤيدي فتح (15%).
رغم هذه الصورة السلبية للأوضاع الاقتصادية الخاصة للناس فإن الأغلبية (61%) لا تزال متفائلة بالمستقبل. فيما تبلغ نسبة التشاؤم 34%. وكانت نسبة التفاؤل قد بلغت 59% في تشرين أول (أكتوبر) 1998، فيما بلغت نسبة التشاؤم 38%.
تزداد نسبة التفاؤل في قطاع غزة (67%)، وبين النساء (65%)، وبين الأميين (70%)، وبين ربات البيوت (69%)، وبين المتخصصين (68%)، وبين ذوي الدخل المرتفع (67%)، وبين مؤيدي فتح (69%).
هذه النتائج تطرح تساؤلاً وتجيب عليه. التساؤل يتعلق بأسباب التأييد للعملية السلمية المجمدة، رغم أن الأغلبية تراها مسؤولة عن وضعها الاقتصادي المتدهور. والإجابة تعطيها النسبة العالية للتفاؤل بالمستقبل، إذ أن هذه الأغلبية لا تزال واثقة من أن أوضاعها الاجمالية ستكون افضل في المستقبل وربما يعتقد بعضهم أن عائدات السلام آتية عاجلاً أم أجلاً.

(3) الفساد ، والواسطة، والديمقراطية، وحرية الصحافة

  • نسبة 71% تعتقد بوجود فساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية، ونسبة 66% تعتقد أن الفساد سيبقى أو سيزيد في المستقبل.
  • نسبة 67% تعتقد أن الوظائف تعطى بالواسطة و 4% لا تعتقد بذلك.
  • تقييم الديمقراطية الايجابي في فلسطين يبقى على حاله تقريباً (27%)، ومقارنة بـ 70% لديمقراطية إسرائيل، و 35% لديمقراطية الأردن، و 29% لديمقراطية مصر.
  • نسبة 57% تعتقد بعدم قدرة الناس على انتقاد السلطة بدون خوف و 37% تعتقد بقدرتهم على ذلك.
  • نسبة 20% تعتقد بوجود حرية صحافة في المناطق الفلسطينية و 36% تعتقد بعدم وجودها، و 36% تعتقد بوجودها إلى حد ما.

تظهر نتائج الاستطلاع وجود أغلبية عالية ( 71%) تعتقد بوجود فساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية وهي نفس النسبة التي تم تسجيلها قبل شهرين. وهذه أعلى نسبة يتم تسجيلها قبل شهرين كما أنها أعلى نسبة يتم تسجيلها منذ سبتمبر 1996 عندما طرح هذا السؤال لأول مرة وكانت النسبة آنذاك قد بلغت 49%. وكذلك تظهر النتائج أن 66% يعتقدون أن الفساد سيبقى كما هو أو سيزيد في المستقبل. تزداد نسبة المعتقدين بوجود الفساد في مدينة غزة (78%)، ومنطقة جباليا (76%) ومنطقة الخليل (75%)، وبين الرجال (79%)، وبين حملة شهادة البكالوريوس (87%)، وبين الطلاب (86%)، والموظفين (83%)، والتجار (82%)، والمتخصصين (96%). وبين غير المتزوجين (82%) وبين ذوي الدخل المتوسط ممن يتراوح دخلهم الشهري ما بين 600-900 ديناراً شهرياً (82%)، وبين مؤيدي الشعبية (8%) وحماس (78%).
كما تظهر النتائج أن ثلثي الشارع الفلسطيني يعتقدون أن التعيين في الوظائف يتم بالواسطة بشكل كبير فيما لا تزيد نسبة المعتقدين بعدم الحاجة للواسطة عن 4% فقط.
أما النسبة لأحوال الديمقراطية في فلسطين فالوضع بقي على حاله كما كان قبل شهرين، حيثبلغت نسبة التقييم الايجابي للديمقراطية في فلسطين 27%، وفي إسرائيل 70%، وفي الأردن 35% وفي مصر 29%. وبلغت نسبة المعتقدين بعدم قدرة الناس على انتقاد السلطة بدون خوف 57%، ولم تتجاوز نسبة المعتقدين بوجود حرية صحافة في المناطق الفلسطينية 20% فيما اعتقدت نسبة 36% بوجودها إلى حد ما.
تزداد نسبة المعتقدين بوجود حرية صحافة فلسطينية في الضفة الغربية (23%)، وبين النساء (24%)، وبين من هم أكبر من سن 48 (25%)، وبين الأميين (30%) وحملة الشهادة الابتدائية (28%)، وبين ربات البيوت (25%) والمزارعين (42%)، وبين مؤيدي فتح (25%).
هذه النتائج تعكس صورة للوضع الداخلي في تصور الشارع الفلسطيني في كافة المجالات الخمسة المطروحة في الاستطلاع: الفساد، الواسطة، الديمقراطية، قدرة الانتقاد بدون خوف، وحرية الصحافة. وتظهر أن نسبة الراضين عن الوضع الحالي هي أقل من الثلث وأن ثلثي الشارع غير راض عنه. هذه النتيجة جاءت بشكل تدريجي على مدى السنوات القليلة الماضية وعلى الأرجح استمرارها في غياب تطورات هامة في النظام السياسي الفلسطيني الراهن.

(4) انتخابات للرئيس ونائب الرئيس والتعاطف السياسي

  • ياسر عرفات يحصل على 45% من الأصوات، وأحمد ياسين على 11%، وحيدر عبد الشافي على 10%.
  • لمنصب نائب الرئيس (تنافس ثماني)، حيدر عبد الشافي يحصل على 12%، وفيصل الحسيني على 8%، وصائب عريقات على 7%، ومحمود عباس على 6%، وأحمد قريع وحنان عشراوي على 5% لكل منهما، ونبيل شعث على 2%.
  • وفي منافسة بين الثلاثة الأوائل فقط يحصل حيدر عبد الشافي على 39% ، والحسيني على 28%، وعريقات على 24%.
  • وفي منافسة بين الاثنين الأوائل يحصل عبد الشافي على 47%. والحسيني على 43%..
  • غير المنتمين هم أكبر كتلة إذ يحصلون على 40%، ثم فتح (38%)، ثم الاسلاميين (17%)، ثم الشعبية (3%).

تظهر النتائج أن شعبية ياسر عرفات قد بقيت على حالها تقريباً (45%) مقارنة بالوضع قبل شهرين، وكذلك الأمر بالنسبة لأحمد ياسين (11%) وحيد عبد الشافي (10%). ترتفع شعبية ياسر عرفات في قطاع غزة (50%) وبين النساء (50%) وبين الأميين وحملة الشهادة الابتدائية (50%) وبين حملة الشهادة الاعدادية (52%)، وبين ربات البيوت (52%)، والمزارعين (53%)، وبين الأقل دخلاً (48%)، وبين مؤيدي فتح (72%).
وفي منافسة بين ثمانية مرشحين لمنصب نائب الرئيس يحصل حيدر عبد الشافي على أعلى نسبة (12%) يتبعه فيصل الحسيني (8%) ثم صائب عريقات (7%) ثم محمود عباس (6%) ثم أحمد قريع وحنان عشراوي (5%) لكل منهما، ثم نبيل شعث (2%).
وفي منافسة بين أول ثلاثة من بينهم يحصل عبد الشافي على أعلى الأصوات (39%) يتبعه الحسيني (28%) ثم عريقات (24%).
وتظهر النتائج أنه في منافسة ثنائية بين عبد الشافي والحسيني فقط يحصل الأول على 47% والثاني على 43%. وفي منافسة بين عبد الشافي وعريقات فقط يحصل الأول على 49% والثاني على 40%. وفي منافسة بين الحسيني وعريقات فقط يحصل الأول على 44% والثاني على 37%. هذه النتائج مشابهة لما تم تسجيله قبل شهرين اللهم إلا ارتفاعاً واضحاً في شعبية فيصل الحسيني حيث بلغت النسبة التي حصل عليها قبل شهرين 39% مقابل عريقات و 33% مقابل عبد الشافي.ولعل الارتفاع في شعبية الحسيني يعود لبروز دوره في المواجهة الفلسطينية-الاسرائيلية حول بين الشرق خلال الشهر السابق للاستطلاع.
وأخيراً، بقي التأييد لحركة فتح على حاله كما كان قبل شهرين تقريباً (38%) وتراجعت شعبية حماس قليلاً حيث هبطت من 12% قبل شهرين إلى 10% الآن. وقد انعكس هذا الهبوط على النسبة الاجمالية للاسلاميين حيث هبطت من 19% إلى 17%. أما الشعبية فقد حافظت على قوتها (3%). وأما غير المنتمين فقد ارتفعت نسبتهم لتصبح الأولى وتصل إلى 40% بعد أن كانت قد بلغت 38% قبل شهرين.... المزيد