الوضع الإقتصادي، العلاقة مع الأردن، العمل المسلح، ومواضيع أخرى
29-30أيلول و 1 تشرين أول 1994
المقدمة
قامت وحدة المسوح واستطلاعات الرأي العام في مركز البحوث والدراسات الفلسطينية بإجراء إستطلاعها الثاني عشر حول الوضع الإقتصادي، السلطة الوطنية، المشاركة النسائية في الانتخابات، العلاقات المستقبلية-الأردنية، وإنتخابات مجلس الحكم الذاتي وغيرها.
يأتي هذا الاستطلاع ضمن الاستطلاعات الدورية التي يقوم بها مركز البحوث وذلك من أجل توثيق حقبة من تاريخ الشعب الفلسطيني وتسجيل ردود فعل أفراد المجتمع على الاحداث السياسية المتعاقبة. وعلى الدوام، يجري نشر نتائج الاستطلاع وتحليلها باللغتين العربية والانجليزية. إن هذه الاستطلاعات تمثل منبعاً حيوياً يزود الباحثين وصناع القرار وأفراد المجتمع الفلسطيني بما يحتاجونه من معلومات إحصائية وتحليلية . وتعطي الفرصة لكل أفراد المجتمع لإبداء آرائهم بحرية. ونود التنويه هنا إلى أن مركز البحوث والدراسات الفلسطينية لا يتبنى أو يعلن أو يلتزم بأية مواقف سياسية وينحصر إلتزامه في تقديم إسهام علمي اكاديمي، والقيام بالتحليل والدراسة العلمية الموضوعية ونشر نتائج دراساته وأبحاثه. وفي نفس الوقت فإن مركز البحوث يسعى من أجل تطوير أساليب البحث العلمي في فلسطين.
يلاحظ القارىء أن وحدة المسوح قد قامت في هذا الاستطلاع باستخدام أساليب بحثية جديدة في اختيار العينة وذلك من أجل زيادة مصداقية النتائج وتمثيلها لمجمل آراء الفلسطينيين. لقد تم إجراء كافة المقابلات في هذا الإستطلاع داخل البيوت التي تم إختيارها عشوائياً وذلك خلافاً للمرات السابقة التي تم فيها إجراء معظم المقابلات في الشوارع والأماكن العامة. وهذه الطريقة في إختيار العينة تسمح لنا بانتقاء مجموعة اكثر تمثيلاً للمجموع العام، ولكنها تقيد قدرتنا على إجراء مقارنات مع نتائج استطلاعتنا السابقة التي حصلنا عليها باستعمال طريقة اختيار مختلفة. إن هذا القول صحيح بشكل خاص فيما يتعلق بنتائج السؤال حول التعاطف السياسي، أو طريقة التصويت في الانتخابات حيث يميل المجيبون عن الاسئلة في المقابلات البيتية مثلاً لاخفاء تعاطفهم السياسي مع حركات ممنوعة تقوم بأعمال عسكرية ضد قوات الاحتلال وخاصة أن هذا الاستطلاع يتطرق أيضاً لمواقف المجيبين تجاه العمل العسكري ضد الاسرائيليين. ولهذا قرر المركز تأجيل نشر نتائج هذا السؤال للشهر القادم ليتم نشرها مع نتائج الاستطلاع الثالث عشر مما سيتيح لنا فرصة لدراسة وتحليل ومقارنة نتائج الاستطلاعين معاً.
خلفية
تميزت الفترة التي سبقت إجراء هذا الاستطلاع بمجموعة من الأحداث التي يمكن تلخيصها كالأتي:
-إزداد الحديث حول موضوع الانتخابات الفلسطينية لمجلس الحكم الذاتي حيث كان إتفاق إعلان المبادىء قد نص على أنها ستجري بتاريخ 13 أيلول 1994. وما زال موضوع الانتخابات مطروحاً حتى الآن على طاولة المفاوضات.
ما زال الموضوع الاقتصادي من أهم المواضيع التي تؤرق بال الفلسطينيين، وقد كان السيد أحمد قريع، وزير الاقتصاد في السلطة الوطنية، قد صرح بأن عجلة الاقتصاد الفلسطيني قد بدأت بالتحرك، وكذلك صرح السيد فريح أبو مدين، وزير العدل، بان هناك تزايداً في تسجيل الشركات لدى الوزارة، أما بالنسبة للوضع الاقتصادي للأفراد فإن نتائج الإستطلاع تشير إلى أن الوضع ما زال سيئاً.
زاد النقاش في هذه الفترة حول الاعتقالات التي تقوم بها أجهزة الامن الفلسطينية لمؤيدي قوى المعارضة وخصوصاً في قطاع غزة.
ما زالت المفاوضات الأردنية-الإسرائيلية في تقدم وعملية التطبيع مستمرة.
تم في هذه الفترة نقل الصلاحيات للفلسطينيين في مجال التربية والتعليم في الضفة الغربية.
منهجية البحث
أ- الإستبانة: لقد تم تصميم الاستبانة وأسئلتها من خلال التشاور مع مجموعة من الخبراء. ومن أجل اختبار صلاحية الأسئلة في قياس الآراء المختلفة فإنه تم إجراء دراسة أولية قام من خلالها باحثو المركز بمقابلة خمسين فلسطينياً مما أعطانا المجال لعمل التغييرات اللازمة لتفادي مشاكل محتملة في طرح وفهم الأسئلة. بالاضافة للدراسة الأولية، فقد تم اعطاء الاستبانة لعدد من الخبراء في هذا المجال الذين زودوا المركز بملاحظاتهم وتقييمهم للأسئلة.وقد تم تعديل الاسئلة لتتناسب مع مجموعة الملاحظات المقدمة. هذا وقد تمت إضافة مجموعة من المتغيرات للإستمارة الأصلية والتي شملت على تحديد لليوم الذي تم فيه إجراء المقابلة والتاريخ والساعة ومدة المقابلة. هذا بالإضافة إلى تحديد إسم مكان السكن وأنماط متابعة الأخبار. كل هذا من أجل زيادة مصداقية النتائج ومدى تمثيلها لأراء الفلسطينيين ولإختبار ما إذا كان لهذه العوامل تأثير في النتائج وما مدى هذا التأثير.
ب- العينة: لقد تم إجراء كافة المقابلات في هذا الاستطلاع داخل البيوت التي تم إختيارها عشوائياً وذلك خلافاً للمرات السابقة التي تم فيها إجراء معظم المقابلات في الشوارع والأماكن العامة. إتبع باحثو مركز البحوث والدراسات الفلسطينية مجموعة من الخطوات في إختيار العينة كانت على النحو التالي:
-تقسيم الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مجموعة من الألوية حسبما هو مبين في جدول رقم 1.
تحضير لائحة تشتمل على كل التجمعات السكنية (قرية، مدينة، مخيم) في المناطق المختلفة، وتم إختيار عينة منها حسب أسلوب العينة العشوائية البسيطة وذلك بعد تصنيف هذه التجمعات حسب عدد السكان وتوزيعهم ونوع مكان السكن (قرية، مدينة، مخيم) والقرب من المدينة... المزيد