16 شباط (فبراير) 2017
أغلبية من الإسرائيليين وأقل من النصف بقليل من الفلسطينيين يؤيدون حل الدولتين من حيث المبدأ، لكن أقل من النصف من الطرفين يؤيدون رزمة شاملة مفصلة لتطبيق هذا الحل. ومع ذلك، وبالرغم من الخوف المتبادل وانعدام الثقة وازدياد التشاؤم بخصوص فرص وإمكانات حل الدولتين، فإن أغلبية من الفلسطينيين والإسرائيليين قد يؤيدون اتفاق سلام شامل ينهي الصراع فيما لو اشتمل على حوافز إضافية رمزية أو ملموسة.

هذه هي نتائج أحدث استطلاع مشترك للرأي العام الفلسطيني-الإسرائيلي أجراه كل من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله ومركز تامي شتايمتز لأبحاث السلام في جامعة تل ابيب، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
النتائج الرئيسية:
- أغلبية من الإسرائيليين (55%) وأقلية كبيرة من الفلسطينيين (44%) تؤيد حل الدولتين. في المقابل، فإن تأييد حل الدولة الواحدة يبلغ 36% بين الفلسطينيين و19% بين اليهود الإسرائيليين و56% بين العرب الإسرائيليين.
- التأييد لرزمة حل دائم على أساس جولات المفاوضات السابقة يقل عن نسبة تأييد حل الدولتين، حيث أن 42% فقط من الفلسطينيين و41% من الإسرائيليين، و88% من العرب الإسرائيليين تؤيد رزمة اتفاق سلام تشمل على قيام دولة فلسطينية غير مسلحة، وانسحاب إسرائيلي للخط الأخضر (أو حدود 1967) مع تبادل أراضي متساوي، وجمع شمل لمائة ألف لاجىء فلسطيني يعودون لإسرائيل، والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، والحي اليهودي وحائط المبكى في البلدة القديمة تحت السيادة الإسرائيلية والأحياء المسيحية والإسلامية والحرم الشريف (جبل الهيكل) تحت السيادة الفلسطينية، ونهاية للصراع والمطالب.
- ما بين ربع وثلث المعارضين لرزمة اتفاق السلام من الفلسطينيين والإسرائيليين يبدون استعداداً لإعادة النظر في معارضتهم للاتفاق فيما لو كان مصاحباً له اتفاق سلام مع الدول العربية بناءاً على مبادرة السلام العربية (بالنسبة للجمهور الإسرائيلي) أو موافقة إسرائيلية على هذه المبادرة (بالنسبة للجمهور الفلسطيني). يزيد هذا الحافز لوحده نسبة التأييد للرزمة الكاملة لدى الطرفين لتصل إلى 57% وحتى 59% عندما يتم إضافة أولئك الذين قاموا بتغيير موقفهم إلى نسبة التأييد الأصلية للرزمة الكاملة. نجحت بعض الحوافز الأخرى المقدمة للطرفين في تغيير مواقف المعارضين من الطرفين بنسب أقل وبعضها بنسب أكبر. فمثلاً، نجحت حوافز أخرى قدمت بشكل منفصل لكل طرف (بما في ذلك مجموعة من الحوافز التي لا تتناقض مع مصلحة الطرف الآخر)، في تغيير مواقف المعارضة بنسب بلغت 40% أو أكثر من ذلك، مما رفع نسبة تأييد الرزمة الكاملة إلى نسب أعلى بكثير بحيث وصلت هذه النسبة إلى 65% لدى الطرفين.
- عند الاختيار بين مناهج مختلفة لصنع السلام،كالمفاوضات الثنائية، أو المتعددة، أو أحادية الجانب، فإن الجمهور الفلسطيني يفضل المتعددة (51%) فيما يفضل الجمهور الإسرائيلي الثنائية (61%). من بين المسارات المختلفة للمفاوضات المتعددة، فإن مساراً عربياً تشارك فيه السعودية ومصر والأردن هو الوحيد الذي يلاقي نسبة الرفض الأقل بين الجمهورين الفلسطيني والإسرائيلي. أما المسارات الأخرى، مثل مسار بقيادة أمريكية، أو بقيادة الاتحاد الأوروبي، أو بقيادة الأمم المتحدة، فهي مقبولة من طرف ومرفوضة من الآخر.
- ثلثا الإسرائيليين وأكثر من ثلاثة أرباع الفلسطينيين ينظرون للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على أنه مؤيد لإسرائيل. كذلك، فإن أقلية من الطرفين، 28% من اليهود الإسرائيليين و10% من الفلسطينيين، تعتقد أنه سيعمل على تجديد مفاوضات السلام .
- أغلبية كبيرة من الفلسطينيين والإسرائيليين تعتقد أن فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة خلال السنوات الخمسة المقبلة ضئيلة.
بلغ حجم العينة في الطرف الفلسطيني 1270 بالغاً تمت مقابلتهم وجهاً لوجه في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وذلك في 127 موقعاً سكانياً تم اختيارها عشوائياً في الفترة ما بين 8 إلى 10 كانون أول (ديسمبر) 2016. بلغ عدد المقابلات في الضفة الغربية (بما في ذلك القدس الشرقية) 830 وفي قطاع غزة 440؛ وبلغت نسبة الخطأ 3%. أما العينة الإسرائيلية فبلغت 1207 بالغاً تم الحديث معهم عن طريق الهاتف بالعبرية والروسية والعربية وذلك خلال الفترة ما بين 19 و30 كانون اول (ديسمبر) 2016. بلغ عدد المقابلات بين اليهود داخل إسرائيل 727، وبين المستوطنين في الضفة الغربية 300، وبين العرب الإسرائيليين 180. تمت زيادة عدد المقابلات بين المستوطنين والعرب الإسرائيليين بشكل مقصود لتسهيل عملية تحليل البيانات بشكل تفصيلي. لكن في المجموع الكلي للبيانات تم إعادة وزن المقابلات من هاتين المجموعتين بشكل يعكس حجمها الحقيقي بين السكان في المجتمع الإسرائيلي. كذلك تمت إعادة وزن البيانات الإسرائيلية كافة لتعكس التوزيع الراهن للمجموعات السكانية من حيث العلمانية والتدين. بلغت نسبة الخطأ 3%. تم إعداد الاستطلاع والإشراف عليه من قبل د. خليل الشقاقي ووليد لدادوه من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ود. داليا شايندلين و د.إفرايم لافي مدير مركز تامي شتايمتز لأبحاث السلام في جامعة تل أبيب.
النتائج الرئيسية
سنقوم فيما يلي بإجراء مقارنة تظهر التباين أو التقارب في الرأي بين الجمهورين الفلسطيني والإسرائيلي. كما أننا سنقوم أحياناً بإجراء مقارنة بين مجموعات مختلفة داخل كل من الجمهورين، فمثلاً سنقارن أحياناً بين اليهود والعرب أو بين اليهود داخل الخط الأخضر والمستوطنين في الضفة الغربية، أو بين سكان الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك عندما تكون هناك فروقات بارزة بين هذه المكونات أو المجموعات.
(1) عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية:
حل الدولتين، وحل الدولة الواحدة، والكونفدرالية بين دولتين: أغلبية من الإسرائيليين وأقلية كبيرة من الفلسطينيين – 55% من الإسرائيليين (50% من اليهود الإسرائيليين و82% من العرب الإسرائيليين) و44% من الفلسطينيين يؤيدون فكرة حل الدولتين من حيث المبدأ بدون الإشارة إلى تفاصيل هذا الحل. قبل ستة أشهر، في حزيران (يونيو) 2016 قالت نسبة من 59% من الإسرائيليين (53% من اليهود الإسرائيليين و87% من العرب الإسرائيليين) و51% من الفلسطينيين أنهم يؤيدون هذا الحل. طلبنا من الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، أن يعطيانا تقديرهما لرأي الأغلبية بين صفوف فريقهما وبين صفوف الفريق الآخر تجاه هذا الحل. تشير النتائج إلى أن الإسرائيليين يميلون للتقليل من مستوى التأييد لهذا الحل بين أبناء شعبهم فيما يعطي الفلسطينيون تقديراً صحيحاً لمستوى التأييد لهذا الحل في صفوفهم: 26% فقط من الإسرائيليين يقولون أن الأغلبية في صفوفهم تؤيده فيما تقول نسبة من 63% أن الأغلبية تعارضه، وبين الفلسطينيين تقول نسبة من 41% أن الأغلبية تؤيده و53% تقول أن الأغلبية تعارضه. ولكن بينما تشير النتائج إلى أن الإسرائيليين يقدرون بشكل صحيح مستوى التأييد لهذا الحل لدى الطرف الآخر، فإن الفلسطينيين يميلون للتقليل من مستوى تأييد الإسرائيليين له: 33% فقط من الفلسطينيين يعتقدون أن أغلبية الإسرائيليين تؤيد هذا الحل و38% من الإسرائيليين يعتقدون أن أغلبية الفلسطينيين تؤيده. لكن أغلبية واسعة لدى الطرفين تشك كثيراً في إمكانية تطبيق هذا الحل حيث أن 80% من اليهود الإسرائيليين و72% من الفلسطينيين لا يعتقدون أن دولة فلسطينية مستقلة ستقوم خلال السنوات الخمسة المقبلة.
فحص الاستطلاع أيضاً مستوى التأييد الراهن لحل الدولة الواحدة التي "يكون فيها الفلسطينيون واليهود مواطنين في نفس الدولة ويحصلون على حقوق متساوية." تشير النتائج إلى أن نسبة التأييد الأكبر لهذا الحل (56%) توجد بين العرب الإسرائيليين. أما بين الفلسطينيين فتؤيده أقلية من 36%، فيما تبلغ نسبة التأييد بين اليهود الإسرائيليين 19% (26% بين المستوطنين). وعندما سألنا اليهود الإسرائيليين عن مدى تأييدهم لفكرة ضم الضفة الغربية لإسرائيل ولكن بدون منح الفلسطينيين حقوق المواطنة الكاملة، فإن الثلثين أعربوا عن معارضتهم فيما قالت نسبة من 31% أنها تؤيدها. قالت نسبة من 46% من المستوطنين أنها تؤيد فكرة الضم بدون منح حقوق المواطنة للفلسطينيين فيما أعربت نسبة شبه متطابقة منهم (45%) عن معارضتها لذلك.
كذلك سألنا الطرفين عن مدى تأييدهم لفكرة الكونفدرالية بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين بحيث يكون ممكناً لمواطني الدولتين السكن في أراضي الدولة الأخرى وتحت قوانينها وحيث تقوم الدولتان معاً بتقرير السياسات المتعلقة بالشؤون السياسية والأمنية والاقتصادية لهما. كما كان الحال بالنسبة لحل الدولة الواحدة، وجدنا أن التأييد لفكرة الكونفدرالية هو الأعلى بين العرب الإسرائيليين (حيث بلغ 74% وهو أعلى بكثير من تأييد العرب الإسرائيليين لحل الدولة الواحدة). لكن أقلية من الفلسطينيين (34%) ومن اليهود الإسرائيليين (20%) تؤيد هذه الفكرة.
رزمة الحل الدائم: للمرة الثانية خلال ستة شهور عرضنا على الفلسطينيين والإسرائيليين رزمة حل دائم مفصلة مبنية على نتائج جولات المفاوضات السابقة وسألناهم إن كانوا يؤيدون أو يعارضون أي من بنود مكوناته الرئيسية ومن الرزمة كاملة. تشير النتائج إلى أن مستوى التأييد للرزمة الكاملة قد ازداد قليلاً بين الطرفين: 48% من الإسرائيليين (41% بين اليهود الإسرائيليين و88% بين العرب الإسرائيليين) و42% من الفلسطينيين (40% في الضفة الغربية و46% في قطاع غزة) يؤيدون الرزمة الكاملة. قبل ستة أشهر أيدت هذه الرزمة نسبة من 39% فقط من اليهود الإسرائيليين و39% من الفلسطينيين. تشير النتائج الراهنة إلى أن أغلبية من كلا الطرفين، 56% من اليهود الإسرائيليين و55% من الفلسطينيين، لا زالت تعارض الرزمة الكاملة فيما لو عرضت عليهم بدون أية حوافز إضافية (أنظر أدناه للقسم المتعلق بالحوافز). تجدون أدناه تفصيلاً للمواقف تجاه بنود الرزمة التسعة التي عرضناها على الجمهورين:
1. اعتراف متبادل من قبل الطرفين بفلسطين وإسرائيل كوطنين لشعبيهما وأن حل الدولتين هذا يعني نهاية الصراع، وتلتزم اسرائيل بمحاربة الإرهاب ضد الفلسطينيين ويلتزم الفلسطينيون بمحاربة الإرهاب ضد اسرائيل، ونهاية المطالب من كل طرف: أيدت هذا البند أقلية من 43% من الفلسطينيين وأغلبية من 69% من الإسرائيليين (66% بين اليهود الإسرائيليين و84% بين العرب الإسرائيليين).
2. قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة: أيدت هذا البند أقلية من 22% فقط من الفلسطينيين (29% في قطاع غزة و17% في الضفة الغربية) وأغلبية من 56% من الإسرائيليين.
3. تشكيل قوة متعددة الجنسية ووضعها في الدولة الفلسطينية لضمان الأمن والسلامة للطرفين: أيدت هذا البند أقلية من 42% من الفلسطينيين وأيدته أغلبية من 53% من الإسرائيليين.
4. يكون للدولة الفلسطينية سيادة على سمائها وأرضها ومصادرها المائية ولكن سيكون لإسرائيل محطتا مراقبة للإنذار المبكر في الضفة الغربية لمدة 15 سنة: أيدت هذه البند أقلية فقط من الطرفين حيث بلغت نسبة التأييد 35% بين الفلسطينين (29% في الضفة الغربية و46% في قطاع غزة) وبلغت نسبة التأييد بين الإسرائيليين 44% (42% بين اليهود الإسرائيليين و57% بين العرب الإسرائيليين).
5. تقوم الدولة الفلسطينية في كافة اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ما عدا بعض الكتل الاستيطانية التي سيتم ضمها إلى اسرائيل من خلال تبادل للأراضي، وتقوم اسرائيل بإخلاء كافة المستوطنات الأخرى: أيدت هذه البند أقلية من 37% من الفلسطينيين (33% في الضفة الغربية و45% في قطاع غزة) وأيدته نسبة من 50% من الإسرائيليين (48% بين اليهود الإسرائيليين).
6. تكون الأراضي التي ستحصل عليها الدولة الفلسطينية في تبادل الأراضي مساوية لحجم الكتل الاستيطانية التي سيتم ضمها لإسرائيل: أيدت هذه البند أقلية من الطرفين حيث بلغت نسبة التأييد 31% بين الفلسطينيين (34% في قطاع غزة و29% في الضفة الغربية) وأيدته نسبة من 47% بين الإسرائيليين (حيث انقسم الجمهور اليهودي الإسرائيلي إلى قسمين شبه متساوين: 45% مع و48% ضد هذا البند).
7. تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وتكون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل: أيدت هذه البند أيضاً أقلية من الطرفين حيث قال 27% من الفلسطينيين و36% من الإسرائيليين أنهم معه (29% بين اليهود الإسرائيليين و76% بين العرب الإسرائيليين).
8. في البلدة القديمة من القدس يكون الحي الإسلامي والحي المسيحي والحرم الشريف (جبل الهيكل) تحت السيادة الفلسطينية ويكون الحي اليهودي وحائط البراق/المبكى تحت السيادة الإسرائيلية: أيدت هذا البند أقلية من 28% من الفلسطينيين وأيدته كذلك أقلية من 37% من الإسرائيليين (33% بين اليهود الإسرائيليين و63% بين العرب الإسرائيليين).
9. يكون للاجئين الفلسطينيين حق العودة لموطنهم بحيث تقوم الدولة الفلسطينية باستيعاب كافة اللاجئين الذين يرغبون في العيش فيها وستسمح اسرائيل بعودة حوالي مائة ألف لاجئ ضمن برنامج لجمع شمل العائلات وسيتم تعويض كافة اللاجئين: أيدت هذا البند أغلبية من 52% من الفلسطينيين (50% في الضفة الغربية و56% في قطاع غزة) وأيدته نسبة من 30% من الإسرائيليين (20% بين اليهود الإسرائيليين و81% بين العرب الإسرائيليين).
من الجدير بالإشارة، أنه بين اليهود الإسرائيليين بلغت نسبة تأييد المستوطنين للرزمة الكاملة 16% مقارنة ب 42% بين غير المستوطنين. كما وجدنا أن نسبة التأييد ترتفع كثيراً بين اليهود الذين يصفون أنفسهم بأنهم علمانيون حيث وصلت إلى 61% مقارنة مع من يصفون أنفسهم بأنهم "تقليديون" حيث وصلت إلى 34%، والمتدينون (9%)، والحريديم أو المتشددون (10%). من المفيد الإشارة إلى أن العلمانيين يشكلون النسبة الأكبر في المجتمع الإسرائيلي حيث يبلغون حوالي 45% فيما تبلغ نسبة التقليديين حوالي الثلث وتبلغ نسبة المتدينين (الأرثوذوكس) والحرديم أقل من الربع. كما أن نسبة التأييد متباينة بين اليهود الذين يصفون أنفسهم باليساريين أو باليمينيين: 89% بين اليسار و47% بين الوسط و18% بين اليمين.
أما بين الفلسطينيين، كما رأينا قبل ستة أشهر، فإن تأييد الرزمة الكاملة أعلى في قطاع غزة منه في الضفة الغربية. لكن من الضروري الإشارة إلى أن النتائج لا تشير لفروقات في تأييد الرزمة بين اللاجئين وغير اللاجئين (43% و42% على التوالي). رغم ذلك، فإن نسبة تأييد الرزمة بين سكان مخيمات اللاجئين (المقدرين بأقل من 60% من كافة اللاجئين) تبلغ 38% فقط مقارنة بنسبة تأييد تبلغ 42% بين سكان المدن و49% بين سكان المناطق الريفية. تشير النتائج أيضاً إلى أن التأييد لهذه الرزمة يرتفع بين الذين يصفون أنفسهم بأنهم "غير متدينين" أو أنهم "متوسطي التدين" (64% و47% على التوالي) مقارنة بالذين يصفون أنفسهم بأنهم "متدينين" (35%)؛ وبين الذين يقولون بأنهم سيصوتون لفتح (64%) مقارنة بمصوتي حماس (21%).
وبعيداً عن التقسيمات الديمغرافية والفروقات السياسية التي تشير في العادة إلى خلفية المواقف في تأييد أو معارضة عملية السلام، فإن للمواقف أو التقديرات السياسية دور في التأثير على هذا التأييد أو المعارضة. وجدنا مثلاً أن نسبة التأييد للرزمة الكاملة أعلى بكثير بين الإسرائيليين الذين يعتقدون أن أغلبية الفلسطينيين تؤيد حل الدولتين مقارنة بالإسرائيليين الذين يعتقدون أن أغلبية الفلسطينيين تعارض هذا الحل (53% مقارنة بـ 33% على التوالي). وبشكل مماثل لما رأينا في الحالة الإسرائيلية، فإن التأييد للرزمة أعلى بكثير بين الفلسطينيين الذين يعتقدن أن أغلبية الإسرائيليين تؤيد حل الدولتين وذلك مقارنة مع الذين يعتقدون أن أغلبية الإسرائيليين تعارض هذه الحل (52% مقابل 34%).
حوافز السلام: عمل الاستطلاع المشترك على استكشاف درجة التشدد مقابل المرونة في المعارضة للرزمة الكاملة. لهذه الغاية قمنا بطرح مجموعة من الحوافز المختلفة على المعارضين للرزمة في محاولة لفهم مصدر الرفض وإمكانيات التخفيف من حدته. عرضنا على المعارضين من الطرف اليهودي الإسرائيلي (أي على 56% من اليهود الإسرائيليين) ثمانية حوافز وعرضا على الفلسطينيين والعرب الإسرائيليين المعارضين للرزمة كاملة (أي 55% من الفلسطينيين و9% من العرب الإسرائيليين) سبعة حوافز. ثلاثة من الحوافز المعروضة على الطرفين كانت متماثلة أو متطابقة فيما تعاملت الحوافز الأخرى لكل طرف مع مسألة تشغل اهتمامات ذلك الطرف. ينبغي الإشارة إلى أن المعارضين من بين العرب الإسرائيليين قد عرض عليهم نفس الحوافز الأربعة المخصصة للفلسطينيين. فيما يلي تفصيل بالحوافز ومواقف المعارضة من الطرفين تجاهها:
حوافز الإسرائيليين (عُرضت فقط على اليهود الإسرائيليين وعُرض بعضها على العرب الإسرائيليين الذين أعربوا عن معارضتهم للرزمة الكاملة):
1. وماذا لو تم تعويض اليهود الذين تركوا بيوتهم وممتلكاتهم في الدول العربية عندما كان عليهم تركها بعد حرب 1948 وقيام دولة اسرائيل؟: 40% من اليهود الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة اذا كان هذا الحافز جزء منها.
2. وماذا لو جاء في الاتفاق بالإضافة للبنود المذكورة أن الفلسطينيين يعترفون بالروابط التاريخية والدينية بين اليهود وفلسطين التاريخية ؟: 34% من اليهود الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة اذا كان هذا الحافز جزء منها.
3. وماذا لو جاء في الاتفاق ان الدولة الفلسطينية تعترف بإسرائيل كدولة يهودية ؟: 32% من اليهود الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة اذا كان هذا الحافز جزء منها.
4. ماذا لو جاء بالاتفاق بالإضافة للبنود المذكورة أعلاه أن اتفاق السلام سيشمل سلاماً مع الدول العربية حسب مبادرة السلام العربية؟: 30% من اليهود الإسرائيليين و13% من العرب الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة اذا كان هذا الحافز جزء منها.
5. وماذا لو كان مضموناً للمواطنين من كلا الطرفين حرية الحركة في كافة أرجاء أراضي الدولتين بدون قيود؟ 24% من اليهود الإسرائيليين و50% من العرب الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة اذا كان هذا الحافز جزء منها.
6. وماذا لو ضَمن الاتفاق للإسرائيليين حرية الوصول للأماكن المقدسة في القدس وفي أماكن أخرى؟: 23% من اليهود الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة اذا كان هذا الحافز جزء منها.
7. وماذا لو سمح للمستوطنين بالبقاء في بيوتهم بعد الانسحاب الإسرائيلي وان يحتفظوا بجنسيتهم الإسرائيلية وان تضمن الدولة الفلسطينية في الوقت ذاته سلامتهم؟: 21% من اليهود الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة اذا كان هذا الحافز جزء منها.
8. وماذا لو لم تكن الأماكن المقدسة في القدس تحت سيادة فلسطينية أو إسرائيلية ولكن تحت وصاية لجنة دولية تضم إسرائيل وفلسطين والسعودية والأردن والولايات المتحدة؟: 10% من اليهود الإسرائيليين و31% من العرب الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة اذا كان هذا الحافز جزء منها.
بالمجمل إذاً، تمكنت الحوافز السابقة للجانب الإسرائيلي من دفع أقلية تتراوح بين 10% و40% من المعارضين لتغيير موقفهم من الرزمة الكاملة والقبول بها. أما بين المعارضين من العرب الإسرائيليين فقد غيرت نسبة تتراوح بين 13% و50% منهم موقفها من الرزمة الكاملة وقبلت بها.
حوافز الفلسطينيين (عرضت فقط على الفلسطينيين وعُرض بعضها على العرب الإسرائيليين الذين عارضوا الرزمة الكاملة):
1. وماذا لو تمكن العمال الفلسطينيين من العمل في إسرائيل بحرية بعد قيام الدولة الفلسطينية؟ 44% من الفلسطينيين و47% من العرب الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة إذا كان هذا الحافز جزء منها.
2. وماذا لو اعترفت دولة إسرائيل بالروابط والجذور التاريخية والدينية بين الفلسطينيين وأراضي فلسطين التاريخية؟: 44% من الفلسطينيين و38% من العرب الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة إذا كان هذا الحافز جزء منها.
3. وماذا لو تم تعويض اللاجئين المقيمين في مخيمات اللاجئين بحيث يتم تزويدهم بأراضي ومنازل في الدولة الفلسطينية من أجل تسهيل استيعابهم فيها؟ 42% من الفلسطينيين و56% من العرب الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة إذا كان هذا الحافز جزء منها.
4. وماذا لو كان مضموناً للمواطنين من كلا الطرفين حرية الحركة في كافة أرجاء أراضي الدولتين بدون قيود؟: 40% من الفلسطينيين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة إذا كان هذا الحافز جزء منها.
5. وماذا لو كان اتفاق السلام بين الدولة الفلسطينية ودولة إسرائيل مبني على أساس هدنة طويلة الأمد بين الطرفين؟: 34% من الفلسطينيين و31% من العرب الإسرائيليين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة إذا كان هذا الحافز جزء منها.
6. ماذا لو جاء بالاتفاق بالإضافة للبنود المذكورة أن اسرائيل توافق على المبادرة العربية وفي المقابل تؤيد كافة الدول العربية معاهدة السلام هذه؟ 28% من الفلسطينيين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة إذا كان هذا الحافز جزء منها.
7. وماذا لو لم تكن الأماكن المقدسة في القدس تحت سيادة فلسطينية أو إسرائيلية ولكن تحت وصاية لجنة دولية تضم إسرائيل وفلسطين والسعودية والأردن والولايات المتحدة؟: 19% من الفلسطينيين أبدوا استعداداً لتغيير موقفهم والقبول بالرزمة الكاملة إذا كان هذا الحافز جزء منها.
بالمجمل إذاً، تمكنت الحوافز السابقة للجانب الفلسطيني من دفع أقلية من المعارضين تتراوح بين 19% و44% لتغيير موقفهم من الرزمة الكاملة والقبول بها. أما بين المعارضين العرب الإسرائيليين فإن نسبة تتراوح بين 31% و56% غيرت موقفها وقبلت بالرزمة الكاملة.
كما تشير النتائج المفصلة أعلاه، فإن من بين الحوافز الثلاث المتطابقة أو المتماثلة يبرز السلام الإقليمي بين العالم العربي وإسرائيل كأكثرها قدرة على الإقناع، حيث قالت نسبة من 30% من اليهود الإسرائيليين و28% من الفلسطينيين الذين عارضوا الرزمة الكاملة أنهم على استعداد لتغيير موقفهم والموافقة على تلك الرزمة. إن تحول ربع المعارضة إلى التأييد كفيل بزيادة مستوى التأييد للرزمة الكاملة بين الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين من أقلية إلى أكثرية (أي من 42% إلى 57% بين الفلسطينيين ومن 41% إلى 58% بين اليهود الإسرائيليين). من بين الحوافز المخصصة للفلسطينيين فقط تمكنت ثلاثة من إقناع أقلية كبيرة تتراوح بين 42% و44% من المعارضين بتغيير موقفهم والقبول بالرزمة، ويتضح أن الأكثر إقناعاً هو إضافة بند للرزمة يسمح للعمال الفلسطينيين بالدخول إلى سوق العمل في إسرائيل، واعتراف إسرائيل بالروابط والجذور التاريخية للفلسطينيين في أرض فلسطين التاريخية، وإعطاء اللاجئين أرض وبيوت في الدولة الفلسطينية. أما في الجانب الإسرائيلي، فإن الحافز الأكثر فاعلية الذي دفع 40% من المعارضين لتغيير موقفهم كان البند الذي يمنح تعويضاً ليهود الدول العربية الذين فقدوا ممتلكاتهم بعد قيام إسرائيل وانتقالهم لها. من الواضح أنه بالنسبة للطرفين فإن خطوات مثل الاعتراف الرمزي بالروابط التاريخية والهوية قد كانت كفيلة بإعطاء دافعية قوية لتغيير مواقفهم والقبول بالرزمة الكاملة.
(2) إدارة عملية حل الصراع:
إدارة عملية حل الصراع: قمنا باستكشاف جوانب أخرى من عملية السلام، وبالذات المسار الأكثر فاعلية لإحياء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية ودور الأطراف الخارجية. عند الاختيار بين مسارين: الثنائي والمتعدد الأطراف، أظهرت النتائج أن الفلسطينيين والعرب الإسرائيليين يفضلون المسار المتعدد الأطراف فيما يفضل اليهود الإسرائيليون المسار الثنائي بين اسرائيل والفلسطينيين. اختارت نسبة من 51% من الفلسطينيين و52% من العرب الإسرائيليين مسار المفاوضات المتعددة الأطراف التي تشارك فيها القوى العظمى فيما رأته نسبة من 27% فقط من اليهود الإسرائيليين أكثر نجاعة من غيره. لم تتجاوز نسبة تأييد الفلسطينيين لخيار المفاوضات الثنائية عن 29% في الوقت الذي أيدت نسبة من 61% من اليهود الإسرائيليين هذا المسار.
قدمنا للجمهور من الطرفين خمسة نماذج للمسار المتعدد الأطراف، وذلك في محاولة للوصول لفهم أعمق لمواقفهم. شملت هذه النماذج (1) مشاركة عربية من السعودية ومصر والأردن، و(2) نموذجا تقوده الولايات المتحدة، و(3) آخر يقوده الاتحاد الأوروبي، و(4) آخر تقوده الأمم المتحدة. و(5) وآخر يقوده كلاً من الولايات المتحدة وروسيا. تشير النتائج إلى أن الجمهور الفلسطيني يفضل النموذج الأول، العربي الإقليمي، حيث فضلته نسبة من 31%، وتبعه كل من النموذج الذي تقوده الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي (14% و13% على التوالي)، فيما اختارت نسبة من 7% النموذج الذي يقوده كل من الولايات المتحدة وروسيا بشكل مشترك فيما لم تتجاوز نسبة تفضيل النموذج الذي تقوده الولايات المتحدة عن 4%. أما بالنسبة لليهود الإسرائيليين فقد أيدوا القيادة الأمريكية للعملية السلمية بنسبة بلغت 32%، ثم الإقليمي العربي والقيادة الأمريكية-الروسية المشتركة بنسبة (18% لكل منهما)، ثم النموذج الذي تقود فيه الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي (5% و4% على التوالي). أما بين العرب الإسرائيليين فإن النموذج الأكثر تفضيلاً هو القيادة الأوروبية، وقيادة الأمم المتحدة، والإطار الإقليمي العربي (17% لكل منهما).
إدارة الرئيس ترامب: تشير النتائج إلى أن ثلثي الجمهور اليهودي الإسرائيلي (69%) وأكثر من ثلاثة أرباع الجمهور الفلسطيني (77%) يعتقدون أن الرئيس دونالد ترامب مؤيد لإسرائيل فيما تقول نسبة من 18% من اليهود الإسرائيليين و8% من الفلسطينيين أنه محايد بين الطرفين. سألنا الطرفين عما يتوقعان من إدارة ترامب بخصوص الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. قالت نسبة لم تتجاوز 28% من اليهود الإسرائيليين (وهي النسبة الأكبر من الخيارات المختلفة) و10% من الفلسطينيين أن الرئيس الأمريكي الجديد سيعمل على تجديد المفاوضات بين الطرفين، وقالت نسبة أقل (16% من اليهود الإسرائيليين و8% من الفلسطينيين) أنه سيعمل على فرض حل على الطرفين. لكن حوالي نصف الفلسطينيين (47%) وربع الإسرائيليين (27%) يعتقدون أن الرئيس الجديد سيقف بجانب طرف ضد الطرف الأخر، وقالت نسبة من 19% من الإسرائيليين و30% من الفلسطينيين أنه لن يفعل شيئاً.
دور العرب الإسرائيليين في عملية السلام: من أجل تقييم أفضل لدور العرب الإسرائيليين في عملية السلام قمنا بسؤال الطرفين عن الطريقة التي ينظرون فيها إليهم: هل يرونهم إسرائيليين؟ أم فلسطينيين؟ ام الاثنين معاً؟ بينما قالت نسبة من 63% من الفلسطينيين أنها تنظر إليهم كفلسطينيين. فإن نسبة من 23% من اليهود الإسرائيليين قالت أنها تنظر إليهم نفس النظرة، أي كفلسطينيين. أما بين العرب الإسرائيليين فقالت نسبة من 31% أنها تنظر لنفسها كمجموعة فلسطينية. في المقابل قالت نسبة من 10% فقط من الفلسطينيين مقارنة مع 41% من الإسرائيليين و27% من العرب الإسرائيليون أنهم إسرائيليين. وقالت نسبة بلغت حوالي الربع (24%) من الفلسطينيين و34% من اليهود الإسرائيليين و37% من العرب الإسرائيليين أنهم الاثنان معاً، أي فلسطينيين-إسرائيليين. كذلك طلبنا من الطرفين ان يقدرا الكيفية التي ينظر بها العرب الإسرائيليون لمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال دورها في عملية السلام: هل يرونها ممثلة لهم ولكافة الفلسطينيين أم أنهم يرونها ممثلة للفلسطينيين الآخرين فقط؟ يعتقد نصف الفلسطينيين (49%) أن العرب الإسرائيليين ينظرون للمنظمة كممثل لهم ولبقية الفلسطينيين فيما تقول نسبة من 41% أنهم يرونها ممثلة للفلسطينيين الآخرين فقط. في المقابل، يقول نصف اليهود الإسرائيليين (49%) أن العرب الإسرائيليين يعتقدون أن المنظمة تمثل الفلسطينيين الآخرين فقط فيما تقول نسبة من 32% من اليهود الإسرائيليين أن العرب الإسرائيليين يرون المنظمة ممثلة لهم. أما بين العرب الإسرائيليين أنفسهم فالاعتقادات أقرب لرأي اليهود الإسرائيليين: 63% يعتقدون أن العرب الإسرائيليين يرون المنظمة ممثلة للفلسطينيين الآخرين و21% فقط يعتقدون أنها تمثلهم.
جهود السلام الشعبية: سألنا الطرفين عن تقديرهم لفاعلية أداء الحركات الشعبية والقيادات الدينية في الضغط على صانعي القرار للتحرك تجاه السلام. قال ما يزيد عن ثلثي الجمهور اليهودي الإسرائيلي (69%) أن بعضها مثل "نساء يصنعون السلام" ليست فعالة، لكن 53% قالوا أن القيادات الدينية فعالة. أما العرب الإسرائيليين فيعتقدون بغالبيتهم (68%) أن "نساء يصنعن السلام" هي حركة فعالة وقالت نسبة من 61% أن القيادات الدينية فعالة أيضاً. أما بين الفلسطينيين فتقول نسبة من 49% أن حركات السلام الشعبية ليست فعالة وتقول نسبة من 41% أنها فعالة. كذلك تعتقد نسبة من 47% من الفلسطينيين أن القيادات الدينية ليست فعالة وتقول نسبة من 46% أنها فعالة في الضغط على صانعي القرار للتقدم نحو السلام.
العنف ومواجهة العنف: سألنا الفلسطينيين عما إذا كانوا يؤيدون الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين، مثل عمليات الطعن: قالت نسبة من 49% بينهم أنها تعارضها وقالت نسبة من 47% أنها تؤيدها. تزداد نسبة معارضة هذه الهجمات في الضفة الغربية، حيث تصل إلى 60% وهي ضعف نسبة المعارضة للهجمات في قطاع غزة والتي تبلغ 30%. بالرغم من أن الفرق بين المنطقتين قد يكمن جزئياً في كون سكان الضفة الغربية عرضة للإجراءات الانتقامية الإسرائيلية، فإن الفلسطينيين لا يأخذون بهذا الرأي: عندما سألنا الجمهور الفلسطيني عن رأيه في التأثير الردعي للإجراءات الانتقامية الإسرائيلية، مثل هدم بيوت المهاجمين، فإن أكثر من ثلاثة أرباع الجمهور (78%، 84% في الضفة الغربية و69% في قطاع غزة) أجابوا بأن هذه الإجراءات لا تشكل رادعاً للمهاجمين. سألنا الجمهور الفلسطيني والإسرائيلي عن رأيهما في موقف الفلسطينيين من هذه الهجمات الموجهة ضد المدنيين الإسرائيليين. تقول الأغلبية لدى الطرفين (53% بين الفلسطينيين و52% بين اليهود الإسرائيليين) أن غالبية الفلسطينيين يؤيدون هذه الهجمات. كما سألنا الجمهور اليهودي عما اذا يؤيد أم يعارض الإجراءات القاسية (مثل الإغلاقات طويلة الأمد ومنع التجول) التي تتخذها إسرائيل ضد سكان القرى والبلدات التي يأتي منها المهاجمون الفلسطينيون. تقول أغلبية اليهود الإسرائيليون (58%) أنهم يؤيدون هذه الإجراءات القاسية ويقول 38% أنهم يعارضونها.
(3) كيف ينظر الإسرائيليون والفلسطينيون لبعضهم البعض؟
سألنا الطرفين عما إذا كانا قابلا أو تحدثا لبعضهما البعض وكيف ينظر كل منهما للآخر. سألناهم مثلاً عما إذا كان الطرف الفلسطيني الآخر يريد السلام، وعن الثقة والخوف من الآخر وعن تقييمهم لظروفهم الراهنة. كما سألناهم عن نظرتهم لطبيعة الصراع وهل يرونه صراعاً "صفرياً" أم يرون مجالاً فيه مصالح مشتركة للطرفين. بينما تظهر النتائج صورة غير مشجعة، فإنها لا تخلو من بصيص من الأمل.
الحديث مع الأخر: سألنا الطرفين عما إذا قد تحدثا مع بعضهما خلال الأشهر القليلة: قالت نسبة من 12% من الفلسطينيين أنهم قد تحدثوا مع إسرائيليين (باستثناء الجنود والمستوطنين) وقالت نسبة من 23% من الإسرائيليين و78% من العرب الإسرائيليين أنهم قد تحدثوا مع الفلسطينيين. وقالت نسبة من 71% من الفلسطينيين و95% من اليهود الإسرائيليين ومن العرب الإسرائيليين أن المحادثة كانت جيدة.
هل يريدون السلام؟ 38% من الفلسطينيين و41% من اليهود الإسرائيليين يوافقون على القول بأن الطرف الآخر يريد السلام؛ وتقول نسبة من 79% من العرب الإسرائيليين بأن الفلسطينيين يريدون السلام و53% يقولون أن الإسرائيليين يريدون السلام.
الثقة والصراع الصفري: إن من أكثر النتائج إقلاقاً، وإن لم يكن ذلك مفاجئاً، يتعلق بالثقة بين الطرفين: تقول الغالبية العظمى (86%) من الفلسطينيين أنها لا تستطيع الثقة باليهود الإسرائيليين، وتقول غالبية أقل بعض الشيء (71%) من اليهود الإسرائيليين أنها لا تستطيع الثقة بالفلسطينيين، ولكن 67% من العرب الإسرائيليين يقولون أنه يمكن الثقة بالفلسطينيين. يتعاظم غياب الثقة المتبادل هذا بوجود انطباع لدى الطرفين بأن للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي خاصية صفرية، والمقصود هنا هو الاعتقاد بأن كل ما فيه خير أو مصلحة لطرف ما هو تلقائياً سيء وضار للطرف الآخر. تشير النتائج إلى أن 51% من اليهود الإسرائيليين و48% من العرب الإسرائيليين، و68% من الفلسطينيين يحملون هذا الاعتقاد. كما هي الحال في أسئلة أخرى في هذا الاستطلاع، تشير النتائج إلى أن الأكثر شباباً بين اليهود الإسرائيليين يميلون لاتخاذ مواقف أكثر تشدداً وتزداد بينهم نسبة عدم الثقة بالطرف الآخر، فمثلاً تبلغ نسبة الاعتقاد بأن للصراع خاصية صفرية 59%بين اليهود الإسرائيليين الذين تبلغ أعمارهم 18-34 سنة وتتراجع هذه النسبة إلى 43% بين الذين تتراوح أعمارهم بين 35-54 سنة.
الخوف من الأخر: سألنا الفلسطينيين والإسرائيليين عما إذا كانوا يخافون الطرف الأخر. قالت نسبة من 66% من اليهود الإسرائيليين أنهم يخافون الفلسطينيون وقالت نسبة من 43% من الفلسطينيين أنهم يخافون اليهود الإسرائيليين. كذلك، سألنا الفلسطينيين عما إذا كانوا يخافون من الجنود الإسرائيليين والمستوطنين المسلحين، فقالت نسبة من 52% منهم أنهم يخافوهم. كما سألنا اليهود الإسرائيليين والعرب الإسرائيليين اذا كانوا يخافون من بعضهم البعض: قالت نسبة من 48% من اليهود الإسرائيليين أنهم يخافون العرب الإسرائيليين ولكن 82% من العرب الإسرائيليين قالوا بأنهم لا يخافون من اليهود الإسرائيليين. أما بالنسبة للمستوطنين في الضفة الغربية فقالت نسبة من 72% منهم أنهم يخافون من الفلسطينيين وقالت نسبة من 60% منهم أنهم يخافون العرب الإسرائيليين.
أوضاعنا العامة وأوضاعهم؟ 54% من الفلسطينيين يصفون الأوضاع العامة في المناطق الفلسطينية بأنها سيئة أو سيئة جداً و22% فقط من اليهود الإسرائيليين و34% من العرب الإسرائيليين يصفون الأوضاع العامة في إسرائيل بأنها سيئة أو سيئة جداً.
(4) القيم والأهداف
القيم والأهداف: سألنا الفلسطينيين والإسرائيليين عن التسلسل الهرمي لقيمهم أو عن الأهداف التي يتطلعون لتحقيقها. تشير النتائج إلى أن النسبة الأكبر (34%) من الإسرائيليين ترى في الحفاظ على أغلبية يهودية الهدف الأكثر أهمية، يتبعه الديمقراطية حيث حصل هذا الهدف على 27%، ثم السلام (23%)، ثم "إسرائيل الكبرى" (14%). أما بين الفلسطينيين، فاختارت نسبة من 46% "الانسحاب الإسرائيلي لحدود 1967 وقيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية" كأول وأهم هدف، فيما اختارت نسبة من 30% "الحصول على حق العودة للاجئين لبلداتهم وقراهم التي عاشوا فيها قبل عام 1948"، واختارت نسبة من 13% "بناء فرد صالح ومجتمع متدين". واختارت نسبة من 11% بناء نظام سياسي ديمقراطي.